Merci Seddik, merci Fouad...pour votre noble initiative! Vous avez organisé avec grand succès cette commémoration qui a permis à des dizaines d'ex-prisonniers politiques de se retrouver, et à des dizaines de démocrates et militants (/ancienne et nouvelle générations) de mieux connaître l'épopée des années soixante dix en général et de la riche expérience du défunt Fakihani
Je m'excuse auprès de mes camarades du journal "ANNAHJ ADDIMOCRAT" pour cette publication avant la parution de journal
Ali Fkir
ولد عبد الفتاح الفاكهاني سنة 1949 وسط عائلة متواضعة بمدينة مراكش. كان ابوه اماما بمسجد صغير بالمدينة.
تعرفت على الفاكهاني ، فاكوس لدى بعض الأصدقاء، في خريف 1968 بمدينة الرباط، حيث كان يتابع دراسته بكلية الأداب و العلوم الانسانية، و بالمدرسة العليا للاساتذة، شعبة اللغة الفرنسية.
تعارفنا أيضا في اطار حزب التحرر و الاشتراكية (الحزب الشيوعي سابقا)، و في اطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
كان فاكوس مناضلا شيوعيا مثاليا، فعلاوة على تكوينه النظري الهام، كان متشبعا بالقيم الشيوعية النبيلة. فعبد الفتاح الفاكهاني ليس من الذين يتكلمون كثيرا و يبخلون في العطاء: كان " قد فمو قد دراعو"، كان من الذين يعطون للعلاقة الجدلية بين النظرية و الممارسة بعدها الثوري.
كان الفاكهاني يتفادى المزايدات الكلامية، و البوليميك الجارح، و ردود الأفعال الذاتية، و "الغضبات النرفزية".
كانت للفاكهاني علاقات جد متميزة مع عبد اللطيف زروال الذي فضل أن يبقى مستقلا حزبيا رغم علاقاته النضالية و الانسانية مع الطلبة الشيوعيين.
ساهم عبد الفتاح الفاكهاني في تأسيس منظمة "الى الأمام" يوم 30 غشت 1970، و التحق عبد اللطيف زروال بالمنظمة الجديدة بعد أسابيع قليلة، ثم ب"لجنة التنسيق الوطني" المؤقتة.
لعب فاكوس دورا بارزا في جماهيرية "جبهة الطلبة التقدميين " بكلية الأداب، و في نشر طروحات الحركة الماركسية اللينينية المغربية و سط الشباب... ا
تجاوز اشعاعه الوسط الجامعي. ففي ربيع 1971 اتصل به علال الفاسي، عن طريق أحد الاستقلاليين، مقترحا عليه لقاءا يجمعه، أي علال الفاسي مع عبد الفتاح الفاكهاني، و عبد اللطيف الدرقاوي، و على فقير، و مناضل رابع لم أعد أتذكره. فوافقنا على اللقاء، الا أن أحداثا طارئة حالت دون انعقاد هذا اللقاء. كان الفاكهاني، و عبد اللطيف زروال، و عبد الحميد امين من المناضلين القلائل الذين يتحملون متاعب الحوارات و المفاوضات مع "الخصوم" و مع الأعداء. وكانت تلك من أصعب المهمات، و هي تتطلب ، زيادة على قناعات راسخة و بعد النظر، خصال شخصية مثل الصبر و الرزانة، و امتلاك اسلوب الجدال الغير الجارح، و تكتيك الحوار و المفاوضات، و القدرة على تحديد التناقضات و على تراتبياتها.
ساهم عبد الفتاح الفاكهاني في "الندوة الوطنية" (التي يمكن اعتبارها المؤتمر الأول لمنظمة "الى الأمام") التي انعقدت يومي 31 دجنبير 1971 و فاتج يناير 1972 بالرباط،، و انتخب عضوا في اللجنة الوطنية. اثر احراق اقواس شيدت بمناسبة "عيد العرش" الذي صادف 3 مارس 1972، و احراق صور الحسن الثاني، اعتقل المهندس انيس بلافريج، ابن المستشار الرئيسي للملك، و مجموعة من شباب احياء الصفيح بالدار البيضاء، و انتقلت الاعتقالات لتشمل مجموعة من المناضلين كانوا يصدرون مع انيس بلافريج نشرة سرية تحمل اسم "الوكالة الشعبية للأخبار" و كان من أهدافها التعريف بنضالات الجماهير الشعبية، و قد شمل الاعتقال عبد الفتاح الفاكهاني و عبد اللطيف اللعبي نتيجة علاقات شخصية مع البعض ممن اعتقل. صمد الفاكهاني أمام آلة التعذيب، و لم يتمكن الجلادون من ضبط اية علاقات تنظيمية بين الفاكهاني و محيطه.
غداة فاتح مايو 1972، و على اثر توزيع واسع لمناشير منظمة "أ" ("الى الأمام")، و ترديد شعارات حول اسقاط نظام الحسن الثاني، و حول الثورة و الجمهورية...تحركت أجهزة القمع و تمكنت من اعتقال العديد من المناضلين. في 4 يوليوز 1972 ، التحقت هذه المجموعة بالمجموعة التي أعتقلت خلال يناير- فبراير 1972 (مجموعة احمد حرزني أو مجموعة "صوت الكادح"...)، و بالمجموعتين التين اعتقلتا في مارس 1972. كانت التجربة السجنية مع فاكوس تجربة رائعة انسانيا و سياسيا. كان لعبد الحميد أمين و للفاكهاني و للموساوي و لحسين... و لآخرين دور مهم في خلق اجواء رفاقية داخل العنبر الذي كنا نتواجد فيه. كان الفاكهاني موسوعة معرفية حقيقية، وفنان متميز....ف"ابتسامة الربيع" لا تفارقه.
حكم على الفاكهاني بالبرائة اثر محاكمة صيف 1973 بالدار البيضاء نظرا لفراغ ملفه، و لعدم ذكر اسمه من طرف الأطر التنظيمية التي كانت تعرف موقعه داخل التنظيم.
بعد خروجه من السجن ، التحق الفاكهاني بعمله كاستاذ، و تزوج من ز. التي كانت تربطه بها علاقات عاطفية منذ 1970. اتصلت " الكتابة الوطنية" لمنظمة "الى الأمام" بالفاكهاني، و اقترحت عليه مغادرة عمله، و مغادرة زوجته للالتحاق بالعمل السري كعضو جديد في الكتابة الوطنية، لأن التنظيم في حاجة الى كل طاقاته. بعد أن درف بضع دموع، استجاب الرفيق لنداء منظمة "الى الأمام". و هكذا عاش الفاكهاني الاحتراف الثوري، بجانب رفاقه الاخرين ( السرفاتي، زروال، بلعباس، الهلالى، الحريف، بنزكري، الصافي، نودا...) .عاش ملحمة العمل السري الى أن اعتقل سنة 1976 و حكم عليه بالمؤبد (مدى الحياة) و سنتين (؟؟؟) خلال محاكمة/جريمة سنة 1977.
التقيت عبد الفتاح الفاكهاني من جديد بالسجن المركزي (بالقنيطرة) سنة 1979، وكعادته كان هو فاكوس بابتسامته وهدوئه المعهودين، و بقيمه الانسانية/الشيوعية النبيلة.
أختار الفاكهاني الابتعاد عن النشاط السياسي المباشر ، لكنه لم يبع ضميره، و لم يبايع المخزن، و لم يطلب "التعويض" عن معاناته مع القمع و التعذيب.
الرفيق عبد الفتاح الفاكاهاني، لم يشتم التاريخ، ولم ينخرط في حملة عدائية ضد رفاق الأمس، ضد النهج الديمقراطي، ضد الجمعية المغربية لحقوق الانسان، ضد مشروع الكادحين.
الرفيق فاكوس... منذا أربعين سنة ،عرفتك مناضلا مبتسما ، و ها أنت اليوم ترحل عنا أمينا ، شامخا ، نزيها و مبتسما ... وداعا يا فاكوس.
على فقير المحمدية في 19 يوليوز 2009
Partage